بتنا بديرة يضيء وجوهنا * وسم (1) السليط على فتيل ذبال وفي حديث ابن عباس: " رأيت عليا وكأن عينيه سراجا سليط " هو دهن الزيت.
والسليط: الفصيح الحديد اللسان. قال ابن دريد: هو مدح للذكر، ذم للأنثى.
وقيل: السليط: الحديد من كل شيء، يقال: هو أسلطهم لسانا، أي أحدهم، وقد سلط سلاطة: احتد.
وسليط: اسم. وقال ابن دريد: وقد سمت العرب سليطا، وهو: أبو قبيلة (2) منهم، وأنشد:
* لا تحسبني عن سليط غافلا (3) * وأنشد غيره، للأعور النبهاني، واسمه عتاب يهجو جريرا:
فقلت لها أمي سليطا بأرضها * فبئس مناخ النازلين جرير ولو عند غسان السليطي عرست * رغا قرن منها وكاس عقير أراد غسان بن ذهيل السليطي أخا سليط ومعن، وقال جرير إن سليطا مثله سليط * لولا بنو عمرو وعمرو عيط أراد عمرو بن يربوع، وهم حلفاء بني سليط، قال جرير يهجوهم:
جاءت سليط كالحمير تردم * فقلت مهلا ويحكم لا تقدموا إني بأكل الجأنبين ملزم (4) * إن عد لؤم فسليط ألأم ما لكم است في العلا ولا فم والسلطان: الحجة والبرهان، ومنه قوله تعالى: " لا تنفذون إلا بسلطان " (5) وقد يراد به المعجزة، كقوله تعالى: " إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين " (6) وإذا كان بمعنى الحجة لا يجمع؛ لأن مجراه مجرى المصدر. قال محمد بن يزيد: هو من السليط، وهو دهن الزيت، لإضاءته، أي فإن الحجة من شأنها أن تكون نيرة. قال ابن عباس: وكل سلطان في القرآن حجة.
وفي البصائر: إنما سمي الحجة سلطانا لما للحق من الهجوم على القلوب، لكن أكثر تسلطه على أهل العلم والحكمة [من المؤمنين] (7).
وقال الليث: السلطان: قدرة من جعل ذلك له، وإن لم يكن ملكا، كقولك: قد جعلت لك سلطانا على أخذ حقي من فلان. وتضم لامه، يذكر ويؤنث. وقال ابن السكيت: السلطان مؤنثة، يقال: قضت به عليه السلطان، وقد آمنته السلطان. قال الأزهري: وربما ذكر السلطان؛ لأن لفظه مذكر، وقال الله تعالى: " بسلطان مبين " (8).
والسلطان: الوالي وهو ذو السلاطة، وإطلاقه عليه هو الأكثر، يذكر ويؤنث، وقال محمد بن يزيد: هو مؤنث، وذلك لأنه في معنى الجمع، أي أنه جمع سليط، للدهن، مثل: قفيز وقفزان، وبعير وبعران. ومن ذكره ذهب به إلى معنى الواحد، قال الأزهري: ولم يقل هذا غيره. كأن به يضيء الملك. وفي البصائر: سمي به لتنويره الأرض وكثرة الانتفاع به، أو لأنه بمعنى الحجة، وإنما قيل للخليفة: سلطان؛ لأنه ذو السلطان، أي ذو الحجة. وقيل: لأنه به تقام الحجج والحقوق.
وقال أبو بكر: في السلطان قولان: أحدهما أن يكون سمي لتسليطه، والآخر أن يكون سمي [سلطانا] (9) لأنه حجة من حجج الله. قلت: ويؤيده الحديث: " السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم ". وقد يذكر، ذهابا، هو من قول الفراء: ونصه: السلطان