وفلان يتتبع السقطات ويعد الفرطات، والكامل من عدت سقطاته، وهو مجاز، وكذلك السقط بغير هاء، ومنه قول بعض الغزاة في أبيات كتبها لسيدنا عمر رضي الله عنه:
يعقلهن جعدة من سليم * معيدا يبتغي سقط العذاري أي: عثراتها وزلاتها. والعذاري: جمع عذراء. وقد تقدم ذكر لبقية هذه الأبيات.
وساقط الرجل سقاطا، إذا لم يلحق ملحق الكرام، وهو مجاز.
وسقط في يده، مبنيا للفاعل، مثل سقط بالضم، نقله الجوهري عن الأخفش، قال: وبه قرأ بعضهم " ولما سقط في أيديهم " (1) كما تقول لمن يحصل على شيء، وإن كان مما لا يكون في اليد: قد حصل في يده من هذا مكروه، فشبه ما يحصل في اليد، ويرى في العين، وهو مجاز أيضا. وقول الشاعر أنشده ابن الأعرابي:
ويوم تساقط لذاته * كنجم الثريا وأمطارها أي تأتي لذاته شيئا بعد شيء، أراد أنه كثير اللذات.
والساقطة: اللئيم في حسبه ونفسه، وقوم سقطى، بالفتح، وسقاط، كرمان، نقله الجوهري. ومنه قول صريع الدلاء:
قد دفعنا إلى زمان خسيس * بين قوم أراذل سقاط وفي التهذيب: وجمعه السواقط، وأنشد:
* نحن الصميم وهم السواقط * ويقال: للمرأة الدنية (2) الحمقاء: سقيطة، نقله الجوهري.
وسقط الناس: أراذلهم وأدوانهم، ومنه حديث النار: " مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ".
ويقال للفرس إذا سابق الخيل: قد ساقطها. وهو مجاز، ومنه قول الراجز:
ساقطها بنفس مريح * عطف المعلى صك بالمنيح وهذ تقريبا مع التجليح وقال العجاج يصف الثور:
كأنه سبط من الأسباط * بين حوامي هيدب سقاط أي نواحي شجر ملتف الهدب، والسقاط: جمع الساقط، وهو المتدلي.
وسقاطا الليل، بالكسر: ناحيتا ظلامه، وهو مجاز. وكذلك سقطاه، وبه فسر قول الراعي، أنشده الجوهري:
حتى إذا ما أضاء الصبح وانبعثت * عنه نعامة ذي سقطين معتكر (4) قال: فإنه عنى بالنعامة سواد الليل، وسقطاه: أوله وآخره، وهو على الاستعارة، يقول: إن الليل ذا السقطين مضى، وصدق نعامة ليل ذي سقطين.
وفرس ريث السقاط، إذا كان بطيء العدو، قال العجاج يصف فرسا:
جافي الأياديم بلا اختلاط * وبالدهاس ريث السقاط والسواقط: صغار الجبال المنخفضة اللاطئة بالأرض.
وفي حديث: [سعد] (5): " كان يساقط في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "، أي يرويه عنه في خلال كلامه، كأنه يمزج حديثه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسقيط: الفخار، كذا ذكره بعضهم، أو الصواب بالشين المعجمة، كما سيأتي.
ويقال: رد الخياط السقاطات.