أراد حياطة، وحذف الهاء، كقول الله تعالى " وإقام الصلاة " (1) يريد الإقامة، كحوطه تحويطا قال ساعدة بن جؤية:
علي وكانوا أهل عز مقدم * ومجد إذا ما حوط المجد نائلي (2) ويروى حوض (3) وقد ذكر في موضعه.
وتحوطه: مثل حوطه، يقال: لا زلت في حياطة الله ووقايته.
وهو يتحوط أخاه، إذا كان يتعاهده ويهتم بأمره.
وحاط الحمار عانته: جمعها وحفظها.
واحتاط الرجل لنفسه: أخذ في الحزم وبالثقة، وهو مجاز، والاسم: الحوطة والحيطة، بالفتح فيهما، ويكسر، وأصله الحوطة.
والحائط: الجدار، لأنه يحوط ما فيه، وقال ابن جني: الحائط: اسم بمنزلة السقف والركن، وإن كان فيه معنى الحوط.
ج: حيطان. وحكى ابن الأعرابي في جمعه: حياط كقائم وقيام، إلا أن حائطا قد غلب عليه الاسم، فحكمه أن يكسر على ما يكسر عليه فاعل إذا كان اسما. وقال الجوهري: صارت الواو في الحيطان ياء؛ لانكسار ما قبلها. وقال سيبويه: القياس في جمع حائط: حوطان.
والحائط: البستان من النخل إذا كان عليه جدار، وبه فسر حديث أبي طلحة: " فإذا هو في الحائط وعليه خميصة " وجمعه: حوائط، وفي الحديث: " على أهل الحوائط حفظها بالنهار "، يعني البساتين، وهو عام فيها.
والحائط: ناحية باليمامة، نقله الصاغاني.
وحوط، حائطا تحويطا: عمله.
والحواطة (4) بالضم: حظيرة تتخذ للطعام، كما في الصحاح. أو الشيء يقلع عنه سريعا كما في اللسان، وأنشد:
إنا وجدنا عرس الحناط * مذمومة لئيمة الحواط والمحاط: المكان الذي يكون خلف المال والقوم، يستدير بهم، ويحوطهم، قال العجاج.
* حتى رأى من خمر المحاط * وقيل: الأرض المحاط: التي عليها حائط وحديقة، فإذا لم يحيط (5) عليها فهي ضاحية.
ومن المجاز: حواط الأمر، كرمان: قوامه.
ومن المجاز: كل من بلغ أقصى شيء، وأحصى علمه، فقد أحاط به علمه (6)، (وأحاط به) علما. وهذا مثل قولك: قتله علما.
ويقال: علمه علم إحاطة، إذا علمه من جميع وجوهه ولم يفته منها شيء.
وقوله تعالى: " أحطت بما لم تحط به " (7)، أي علمته من جميع جهاته. وفي الحديث: " أحطت به علما "، أي أحدق علمي به من جميع جهاته.
وأما قوله تعالى " والله محيط بالكافرين " (8) فقال مجاهد: أي جامعه يوم القيامة.
وقوله تعالى: " إن ربك أحاط بالناس " (9) يعني أنهم في قبضته وقوله عز وجل " عذاب يوم محيط " من قولهم: أحاط به الأمر، إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه مخلص.
وقوله تعالى: " وأحاطت به خطيئته " (10) أي مات على شركه، نعوذ بالله من خاتمة السوء.
وقوله تعالى: " والله من ورائهم محيط " (11) أي لا يعجزه أحد، قدرته مشتملة عليهم.