تاج العروس - الزبيدي - ج ١٠ - الصفحة ٢٢٦
أراد حياطة، وحذف الهاء، كقول الله تعالى " وإقام الصلاة " (1) يريد الإقامة، كحوطه تحويطا قال ساعدة بن جؤية:
علي وكانوا أهل عز مقدم * ومجد إذا ما حوط المجد نائلي (2) ويروى حوض (3) وقد ذكر في موضعه.
وتحوطه: مثل حوطه، يقال: لا زلت في حياطة الله ووقايته.
وهو يتحوط أخاه، إذا كان يتعاهده ويهتم بأمره.
وحاط الحمار عانته: جمعها وحفظها.
واحتاط الرجل لنفسه: أخذ في الحزم وبالثقة، وهو مجاز، والاسم: الحوطة والحيطة، بالفتح فيهما، ويكسر، وأصله الحوطة.
والحائط: الجدار، لأنه يحوط ما فيه، وقال ابن جني: الحائط: اسم بمنزلة السقف والركن، وإن كان فيه معنى الحوط.
ج: حيطان. وحكى ابن الأعرابي في جمعه: حياط كقائم وقيام، إلا أن حائطا قد غلب عليه الاسم، فحكمه أن يكسر على ما يكسر عليه فاعل إذا كان اسما. وقال الجوهري: صارت الواو في الحيطان ياء؛ لانكسار ما قبلها. وقال سيبويه: القياس في جمع حائط: حوطان.
والحائط: البستان من النخل إذا كان عليه جدار، وبه فسر حديث أبي طلحة: " فإذا هو في الحائط وعليه خميصة " وجمعه: حوائط، وفي الحديث: " على أهل الحوائط حفظها بالنهار "، يعني البساتين، وهو عام فيها.
والحائط: ناحية باليمامة، نقله الصاغاني.
وحوط، حائطا تحويطا: عمله.
والحواطة (4) بالضم: حظيرة تتخذ للطعام، كما في الصحاح. أو الشيء يقلع عنه سريعا كما في اللسان، وأنشد:
إنا وجدنا عرس الحناط * مذمومة لئيمة الحواط والمحاط: المكان الذي يكون خلف المال والقوم، يستدير بهم، ويحوطهم، قال العجاج.
* حتى رأى من خمر المحاط * وقيل: الأرض المحاط: التي عليها حائط وحديقة، فإذا لم يحيط (5) عليها فهي ضاحية.
ومن المجاز: حواط الأمر، كرمان: قوامه.
ومن المجاز: كل من بلغ أقصى شيء، وأحصى علمه، فقد أحاط به علمه (6)، (وأحاط به) علما. وهذا مثل قولك: قتله علما.
ويقال: علمه علم إحاطة، إذا علمه من جميع وجوهه ولم يفته منها شيء.
وقوله تعالى: " أحطت بما لم تحط به " (7)، أي علمته من جميع جهاته. وفي الحديث: " أحطت به علما "، أي أحدق علمي به من جميع جهاته.
وأما قوله تعالى " والله محيط بالكافرين " (8) فقال مجاهد: أي جامعه يوم القيامة.
وقوله تعالى: " إن ربك أحاط بالناس " (9) يعني أنهم في قبضته وقوله عز وجل " عذاب يوم محيط " من قولهم: أحاط به الأمر، إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه مخلص.
وقوله تعالى: " وأحاطت به خطيئته " (10) أي مات على شركه، نعوذ بالله من خاتمة السوء.
وقوله تعالى: " والله من ورائهم محيط " (11) أي لا يعجزه أحد، قدرته مشتملة عليهم.

(1) من الآية 73 من سورة الأنبياء.
(2) ديوان الهذليين 3 / 219 برواية إذا ما حوض نائلي قال: حوض: يقال إني لا حوض حوله وأحوط.
(3) بالأصل " حوص " بالصاد، والصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
(4) في التهذيب واللسان: والحواط بدون هاء. وعاد صاحب اللسان وذكر: الحواطة حظيرة تتخذ للطعام.
(5) في التهذيب: لم يحط.
(6) ضبطت عن اللسان، والزيادة التالية عنه.
(7) سورة النحل الآية 22.
(8) سورة البقرة الآية 19.
(9) سورة الإسراء الآية 60.
(10) سورة البقرة الآية 81.
(11) سورة البروج الآية 20.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست