شهيدا في مسجد الكوفة هجم عليه لصوص فجادلهم حتى قتلوه وانتهبوا من كان معه معتكفا فدفن عند باب مقتل أمير المؤمنين المحاذي للمسجد وله من النظم القصائد الحسان فمن شعره الأرجوزة التي نظم فيها قصة الامرأة التقية الصالحة الزمناء المكناة بام محمد الأسود المشهدي التي ظهرت فيها لكرامة لأمير المؤمنين ع وهي:
من بعد حمد الله والصلاة * على النبي سيد السادات وآله لا سيما أهل العبا * التسعة الغر الكرام النجبا إن الغري أشرف المساكن * لأنه من أشرف الأماكن إذ فيه قبر حيدر الأمين * وشرف المكان بالمكين طوبى لمن أنفق فيه عمره * محتسبا حتى يحل قبره ومن يطالع فرحة الغري * شاهد سر المرتضى علي ومفخر لأهل هذا العصر * يليق أن انظمه في شعري عام ثلاث بعد سبعين تلت * ألفا من الهجرة في الحصر علت قد كان فيه امرأة كبيره * صالحة بدينها بصيره قد ابتلاها الله منه بالزمن * ولم تزل صابرة على المحن حتى جفاها اعطف الأولاد * فضلا عن الجيران والعواد وكلما من لحمها شئ سقط * قالت خذوه واجعلوه في سفط حتى ملأت أسفطة وأوصت * أن جعلوا لحمي معي في حفرتي وحين يعيا جنبها من نومها * يقلبها من عندها من قومها ولم تعد سقمها مصابا * الا لما فارقت المحرابا لأنها محبة العبادة * معروفة بالنسك والزهاده تطلب عند الله أجبر الصبر * وتحسن الصبر بطول الشكر تستصعب الخدمة من ذي الحنه * لا سيما إن كان منه منه وتشتكي تضجر الجنوب * إلى الاله كاشف الكروب فجاءها في شهر جمادى الأول * في النوم نسوان ثلاث تنجلي ذوات هيبات وفعل سنه * كأنهن من نساء الجنة فقلن كيف الحال قالت بين * فالموت دونه لدي هين فقلن يا أختاه مهلا فاصبري * وبالثواب في المعاد فابشري قالت نعم والله لولا حاجتي * لخدمة الخلق رضيت حالتي قلن ففي التسع من المبارك * نأتي بما نرى به اختيارك فأصبحت وأخبرت أولادها * وانتظرت في رجب ميعادها وهكذا في التسع من شعبان * ولم يكن شئ من الأمان حتى إذا ما رمضان أقبلا * وكان يوم ثامن منه خلا قالت لمن تود هيؤوني * وأطهر الثياب ألبسوني فهذه الليلة لي ميعاد * عسى يصح لي بها المراد فانتظرتهن إلى أن هجعت * بعد قضاء الورد ثم انتهت مظهرة لمن يراها البشرى * مكثرة لمن يراها الشكرا قالت لقد جاء النساء ثانيه * فقلن يا أخت أبشري بالعافية قالت ففي اي دواء دائي * يذهب حتى أرتجي شفائي قلن شفاك عند من تزعزع * منه السماوات البطين الأنزع فارسلي الصيح إلى فلأنه * وأختها قالت بذا أهانه انهما قد جفتاني في المرض * قلن ولا باس لعل من غرض انهما من عنصر الأطياب * والآن كنا لك في العتاب ثم افترقنا الآن منهما على * أن يأتيا غدا إليك المنزلا فالتمسي الرفقة منهما ومن * ثنتين كل منهما قد اؤتمن والتمسي من خازن المفتاح * في الروضة المبيت للصباح لوذي بذاك الجدث المطهر * فمن به بمسمع ومنظر في الليلة الثاني عشر به اجعلي * مع النساء وعدا به لا تعدلي فالأوليان يظهران العذرا * والأخريان ينفذان الامرا ثم ادخلي للحضرة العلية * فعنك فيها تدفع البليه واجتمعت من حولها نساها * يسمعن ما تقتص من رؤياها وأرسلت ابنا لها من باكر * إلى الكليدار محمد طاهر فقال حبا لك والكرامة * لا امنعن مؤمنا إمامة فأي وقت شئتم بها ادخلوا * فإنني في برئها لا أبخل فمذ اتتها ليلة الميعاد * جاءت مع النساء والأولاد يحملها شخص من الأقارب * من فوق ظهره شبيه الحاطب فاضجعوها عند باب المساله * وهي بأوراد لها مشتغله فابتدرت تستلم الشباكا * وكل من شاهدها تباكى حتى إذا ما خفت الزوار * ورام أن ينصرف النظار أراد أن يغلق الابوابا * فلاحظ الحرمة والآدابا فجاء للنساء ممن معها * مخاطبا بقوله مسمعها هذا مقام خص بالاملاك * بالليل فاجلسن ورا الشباك مما يحاذي الوجه في الرواق * قلن على الرأس مع الآماق حملنها النساء بينهنه * وأغلق البابين بعدهنه اضجعنها بالموضع الذي أمر * ثم مضى عنها جميع من حضر لم يبق غير الاثنتين معها * وكفها تعجز أن ترفعها والأولتان مضتا من قبلها * يحرسن ما قد تركت في رحلها كما وعدن النسوة الكرائم * وأغلق الباب الأخير الخادم ثم على العادة جاء الصبحا * رأى ثلاثا ينتظرن الفتحا فقال للمعروفتين اخبرا * من هذه الثالثة التي ارى اجابتاه هذه فلأنه * أبرأها الله من الزمانه فقال كيف قالتا له نعم * انا تركناها بحال كالعدم نائمة ثم انصرفنا نطلب * تتنا قبيل الفجر نبغي نشرب وبعد شغلنا بذي الأحوال * جئنا إذا المكان منها خالي فاضطربت قلوبنا وانزعجت * لظننا بأنها قد خطفت وقد جرى في الفكر بعد الياس * فما نقول في غد للناس ثم ندبنا باسمها أجيبي * فإننا في مشكل عجيب فبينما نحن كذا نسترجع * إذا بصوت فتح باب نسمع جئنا على الصوت نرى إذا بها * تمشي ولا شئ من الأذى بها ولا لفتح الباب قط من خبر * ولا على الشباك قط من اثر قائلة لبيكما أتيت * أن تصبرا اقص ما رأيت لأنني مرعوبة لا أدري * في يقظة أم في المنام أمري رقدت ساعة إذا بالنسوة * ينبهنني بالرفق لا بالقسوه ثنتان يحملانني من عضدي * ومنهما الأخرى سعت بين يدي ولم تحل من بيننا الاقفال * مع أن بالعادة ذا محال حتى انتهين بي إلى الضريح * إذا النداء منه بالتصريح طفن بها ثلاثة و انفضنها * تبرأ بعد برئها اخرجنها فقمن بالامر كما أشارا * إذا الندا نسمعه جهارا