خرج فمر بعين التمر وعليها مالك بن كعب الهمداني فحبسه ليكتب إلى علي بخبره، فركب إليه قرظة بن كعب الأنصاري - وكان على جباية الخراج بالنهرين والفلاليح (1) ونواحيها وما والا ذلك من الطساسيج فكلمه فيه فخلى سبيله فأتى معاوية، فأخبره ومن قبله بمثل ما أخبرهم به أبو هريرة. وهذا في أول الامر.
قالوا: ثم إن معاوية ندب أصحابه لغارة نحو العراق فانتدب لها النعمان بن بشير، فسرحه في ألفين وأمره بتجنب المدن والجماعات، وأن لا يغير على مسلحة (2) وأن يكون إغارته على من بشاطئ الفرات ثم تعجل الرجعة.
فسار النعمان حتى دنا من عين التمر، وبها مالك بن كعب في مأة وقد كان في أكثر منها (3) إلا إنه أذن لأصحابه في الانصراف إلى الكوفة في حوائج لهم فانصرفوا فكتب [مالك] إلى قرظة يستنجده فقال قرظة: إنما أنا صاحب خراج وليس معي إلا من يقوم بأمري فقط (4). ووجه إليه مخنف ابن سليم الأزدي عبد الرحمان بن مخنف في خمسين رجلا واليا على الحرب فيما يليه / 420 / قرظة (5) فقاتل مالك بن كعب النعمان حتى دفعه عن القرية، فظن أهل الشام حين رأوا عبد الرحمان بن مخنف بن سليم ومن معه أنه قد أتى مالكا مدد كثيف، فانهزموا حتى لحقوا بمعاوية، وقتل منهم ثلاثة نفر، ومن أصحاب علي رجل.