[عنا] الحر، وإذا قلت: أغزوهم في أنف الشتاء، قلتم الصر والقر (1) أفكل هذا منكم فرار من الحر والقر؟! فأنتم والله من السيف أفر؟! يا أشباه الرجال - ولا رجال - يا أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم وأن الله أخرجني من بين أظهركم فلقد وريتم صدري غيظا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش [إن] ابن أبي طالب شجاع ولكنه لا علم له بالحرب. لله أبوهم وهل منهم أحد أشد لها مراسا ومقاساة مني، لقد نهضت فيها وقد بلغت العشرين (2) فها أنا ذا قد ذرفت على الستين (3) ولكنه لا رأي لمن لا يطاع والسلام (4) ثم إن عليا أتبعه سعيد بن قيس الهمداني. ويقال: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ويقال هانئ بن خطاب، فبلغ صفين ثم انصرف. ويقال:
إن سعيدا - أو قيسا - وجه هانئ بن خطاب فأتبعه حتى بلغ أداني أرض قنسرين.