كان يهوي هواه حتى بلغ الثعلبية، وأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم، ثم صار إلى القطقطانة منصرفا، ولقيه بالقطقطانة على طريق الحاج عمرو بن عميس ابن مسعود، [ابن] أخي عبد الله ابن مسعود فقتله - فلما ولاه معاوية الكوفة كان يقول: يا أهل الكوفة أنا أبو أنيس قاتل ابن عميس. يعلمهم بذلك أنه لا يهاب القتل وسفك الدماء - وأخذ طريق السماوة منصرفا، فلما بلغ عليا خبره قام في أهل الكوفة خطيبا فدعاهم إلى الخروج لقتال عدوهم ومنع حريمهم، فردوا عليه ردا ضعيفا ورأى منهم فشلا وعجزا، فقال، " وددت والله أن لي بكل عشرة منكم رجلا من أهل الشام وأني صرفتكم كما يصرف الذهب، ولوددت أني لقيتهم على بصيرتي فأراحني الله من مقاساتكم ومداراتكم كما يدارى البكار / 418 / العمدة والثياب المنهرمة (1) كلما خيطت من جانب تهتكت من جانب.
ثم خرج يمشي إلى نحو الغريين، حتى لحقه عبد الله بن جعفر، بدابة فركبها ولحقه الناس بعد، فسرح لطلبه حجر بن عدي الكندي في أربعة آلاف أعطاهم خمسين درهما خمسين درهما.
فسار حجر حتى لحق الضحاك نحو تدمر فقاتله فأصاب من أصحابه تسعة عشر رجلا - ويقال: سبعة عشر رجلا - وقتل من أصحاب علي رجلان يقال: إنهما عبد الله وعبد الرحمان ابنا حوزة - وهما من الأزد - وحجز الليل بينهم فهرب الضحاك في الليل، وأقام حجر يوما أو يومين فلم يلق أحدا فانصرف.
" 490 " وحدثني عبد الله بن صالح المقري، حدثني أبو بكر ابن عياش، أنبأنا أبو حصين قال: خطب الضحاك بن قيس بالكوفة - وكان معاوية ولاه