لما وقف علي وأصحاب الجمل، خرج علي [على] فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال له علي: ما جاء بك؟ قال: جاء بي اني لا أراك لهذا الامر أهلا ولا أولى به منا. فقال علي: لست أهلا لها بعد عثمان؟ قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى نشأ ابنك ابن السوء ففرق بيننا وبينك (1) وعظم عليه أشياء وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليهما فقال لعلي: ما يقول ابن عمتك؟ ليقاتلنك وهو لك ظالم. فانصرف عنه الزبير وقال: فإني لا أقاتلك. ورجع إلى ابنه عبد الله بن الزبير فقال: مالي في هذا الحرب [من] بصيرة!! فقال: لا ولكنك جبنت عن لقاء على حين رأيت راياته فعرفت أن تحتها الموت. قال: فاني قد حلفت أن لا أقاتله قال: فكفر عن يمينك بعتق غلامك سرجس. فأعتقه وقام في الصف معهم (2).
(٢٥٥)