الله تعالى ومشيئته، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بعلمه وقضائه وقوله تعالى: * (يهد قلبه) * أي عند المصيبة أو عند الموت أو المرض أو الفقر أو القحط، ونحو ذلك فيعلم أنها من الله تعالى فيسلم لقضاء الله تعالى ويسترجع، فذلك قوله: * (يهد قلبه) * أي للتسليم لأمر الله، ونظيره قوله: * (الذين إذا أصابتهم مصيبة) * إلى قوله: * (أولئك هم المهتدون) * (البقرة: 156، 157)، قال أهل المعاني: يهد قلبه للشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء، وهو معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما يهد قلبه إلى ما يحب ويرضى وقرئ * (نهد قلبه) * بالنون وعن عكرمة * (يهد قلبه) * بفتح الدال وضم الياء، وقرئ * (يهدأ) * قال الزجاج: هدأ قلبه يهدأ إذا سكن، والقلب بالرفع والنصب ووجه النصب أن يكون مثل * (سفه نفسه) * (البقرة: 130) * (والله بكل شيء عليم) * يحتمل أن يكون إشارة إلى اطمئنان القلب عند المصيبة، وقيل: عليم بتصديق من صدق رسوله فمن صدقه فقد هدى قلبه: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * فيما جاء به من عند الله يعني هونوا المصائب والنوازل واتبعوا الأوامر الصادرة من الله تعالى، ومن الرسول فيما دعاكم إليه. وقوله: * (فإن توليتم) * أي عن إجابة الرسول فيما دعاكم إليه * (فإنما على رسولنا البلاغ المبين) * الظاهر والبيان البائن، وقوله: * (الله لا إله إلا هو) * يحتمل أن يكون هذا من جملة ما تقدم من الأوصاف الحميدة لحضرة الله تعالى من قوله: * (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) * (التغابن: 1) فإن من كان موصوفا بهذه الصفات ونحوها: * (فهو الذي لا إله إلا هو) * أي لا معبود إلا هو ولا مقصود إلا هو عليه التوكل في كل باب، وإليه المرجع والمآب، وقوله: * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * بيان أن المؤمن لا يعتمد إلا عليه، ولا يتقوى إلا به لما أنه يعتقد أن القادر بالحقيقة ليس إلا هو، وقال في " الكشاف ": هذا بعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم على التوكل عليه والتقوى به في أمره حتى ينصره على من كذبه وتولى عنه، فإن قيل: كيف يتعلق * (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) * بما قبله ويتصل به؟ نقول: يتعلق بقوله تعالى: * (فآمنوا بالله ورسوله) * (التغابن: 8) لما أن من يؤمن بالله فيصدقه يعلم ألا تصيبه مصيبة إلا بإذن الله.
ثم قال تعالى:
* (يا أيها الذين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم * إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم *