البصري: هؤلاء أطفال لم يكن لهم حسنات فيجزون بها، ولا سيئات فيعاقبون عليها، فوضعوا بهذا الموضع. وفي المخلدين قولان:
أحدهما: أنه من الخلد: والمعنى أنهم مخلدون للبقاء لا يتغيرون، وهم على سن واحد. قال الفراء: والعرب تقول للإنسان إذا كبر ولم يشمط: أو لم تذهب أسنانه عن الكبر: إنه لمخلد، هذا قول الجمهور.
والثاني: أنهم المقرطون، ويقال: المسورون، ذكره الفراء، وابن قتيبة، وأنشدوا في ذلك.
ومخلدات باللجين كأنما * أعجازهن أفاوز الكثبان قوله [عز وجل]: (بأكواب وأباريق) الكوب: إناء لا عروة له ولا خرطوم، وقد ذكرناه في " الزخرف: والأباريق: آنية لها عرى وخراطيم، وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي قال:
الإبريق: فارسي معرب، وترجمته من الفارسية أحد شيئين، إما أن يكون: طريق الماء، أو: صب الماء على هينة، وقد تكلمت به العرب قديما، قال عدي بن زيد:
ودعا بالصبوح ويوما فجاءت * قينة في يمينها إبريق وباقي الآية في " الصافات ".
قوله [عز وجل] (لا يصدعون عنها [ولا ينزفون]) فيه قولان.
أحدهما: لا يلحقهم الصداع الذي يلحق شاربي خمر الدنيا. و " عنها " كناية عن الكأس المذكورة، والمراد بها: الخمر، وهذا قول الجمهور.
والثاني: لا يتفرقون عنها، من قولك: صدعته فانصدع، حكاه ابن قتيبة. قوله " ولا ينزفون "