عليه، من عاش منهم عاش شقيا ومن مات ردي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض، كانوا فيها أصغر حظا، وأدق فيها شأنا منهم، حتى جاء الله عز وجل بالاسلام، فورثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووضع لكم به من الرزق، وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس، وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا نعمه، فإن ربكم منعم يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد الله، فتعالى ربنا وتبارك.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قوله: * (وكنتم على شفا حفرة من النار) * يقول: كنتم على الكفر بالله، * (فأنقذكم منها) *: من ذلك، وهداكم إلى الاسلام.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) * بمحمد (ص) يقول: كنتم على طرف النار من مات منكم أوبق في النار، فبعث الله محمدا (ص)، فاستنقذكم به من تلك الحفرة.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا حسن بن يحي: * (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) * قال: عصبية.
القول في تأويل قوله تعالى: * (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *.
يعني جل ثناؤه بقوله: كذلك كما بين لكم ربكم في هذه الآيات أيها المؤمنون من الأوس والخزرج، من علماء اليهود، الذي يضمرونه لكم، وغشهم لكم، وأمره إياكم بما أمركم به فيها، ونهيه لكم عما نهاكم عنه، والحال التي كنتم عليها في جاهليتكم، والتي صرتم إليها في إسلامكم، يعرفكم في كل ذلك مواقع نعمه قبلكم، وصنائعه لديكم، فكذلك يبين سائر حججه لكم في تنزيله، وعلى لسان رسوله (ص). * (لعلكم تهتدون) * يعني: لتهتدوا إلى سبيل الرشاد، وتسلكوها فلا تضلوا عنها. القول في تأويل قوله تعالى: