عن أيوب، وكثير بن كثير المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء إبراهيم وإسماعيل يبري نبلا قريبا من زمزم.
فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى الكعبة، والكعبة مرتفعة على ما حولها. قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت. قال: فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) حتى دور حول البيت.
1695 - حدثنا ابن بشار القزاز، قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي، قال: ثنا إبراهيم بن نافع قال: سمعت كثير بن كثير يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جاء - يعني إبراهيم - فوجد إسماعيل يصلح نبلا من وراء زمزم، قال إبراهيم:
يا إسماعيل إن الله ربك قد أمرني أن أبني له بيتا فقال له إسماعيل: فأطع ربك فيما أمرك فقال له إبراهيم: قد أمرك أن تعينني عليه. قال: إذا أفعل. قال: فقام معه، فجعل إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجارة، ويقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) فلما ارتفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الحجارة، قام على حجر فهو مقام إبراهيم، فجعل يناوله ويقولان: (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
وقال آخرون: بل الذي رفع قواعد البيت إبراهيم وحده إسماعيل يومئذ طفل صغير. ذكر من قال ذلك:
1696 - حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مصرف، عن علي قال: لما أمر إبراهيم ببناء البيت، خرج معه إسماعيل وهاجر. قال: فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه