يتلونه حق تلاوته قال: يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه.
1573 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة:
يتلونه حق تلاوته قال: أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وعملوا بما فيه ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول: إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، وأن يقرأه كما أنزله الله عز وجل، ولا يحرفه عن مواضعه.
* - حدثنا عمرو، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا الحكم بن عطية، سمعت قتادة يقول:
يتلونه حق تلاوته قال: يتبعونه حق اتباعه، قال: اتباعه يحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويقرأونه كما أنزل.
1574 - حدثنا المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم عن داود، عن عكرمة في قوله: يتلونه حق تلاوته قال: يتبعونه حق اتباعه، أما سمعت قول الله عز وجل: والقمر إذا تلاها؟ قال: إذا تبعها.
وقال آخرون يتلونه حق تلاوته: يقرءونه حق قراءته.
والصواب من القول في تأويل ذلك أنه بمعنى: يتبعونه حق اتباعه، من قول القائل:
ما زلت أتلو أثره، إذا اتبع أثره لاجماع الحجة من أهل التأويل على أن ذلك تأويله. وإذا كان ذلك تأويله، فمعنى الكلام: الذين آتيناهم الكتاب يا محمد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبما جئتهم به من الحق من عندي، يتبعون كتابي الذي أنزلته على رسولي موسى صلوات الله عليه، فيؤمنون به، ويقرون بما فيه من نعتك وصفتك، وأنك رسولي فرض عليهم طاعتي في الايمان بك والتصديق بما جئتهم به من عندي، ويعملون بما أحللت لهم، ويجتنبون ما حرمت عليهم فيه، ولا يحرفونه عن مواضعه ولا يبدلونه ولا يغيرونه كما أنزلته عليهم بتأويل ولا غيره.
أما قوله: حق تلاوته فمبالغة في صفة اتباعهم الكتاب ولزومهم العمل به، كما يقال: إن فلانا لعالم حق عالم، وكما يقال: إن فلانا لفاضل كل فاضل.