إبراهيم عليه السلام فكان يدعو وينظر إلى السماء، فأنزل الله تبارك وتعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله: فولوا وجوهكم شطره فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله عز وجل: قل لله المشرق والمغرب وقال: أينما تولوا فثم وجه الله.
* - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي نحوه.
وقال آخرون: بل أنزل الله هذه الآية قبل أن يفرض على نبيه (ص) وعلى المؤمنين به التوجه شطر المسجد الحرام. وإنما أنزلها عليه معلما نبيه عليه الصلاة والسلام بذلك وأصحابه أن لهم التوجه بوجوههم للصلاة حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب لأنهم لا يوجهون وجوههم وجها من ذلك وناحية، إلا كان جل ثناؤه في ذلك الوجه وتلك الناحية لان له المشارق والمغارب، وأنه لا يخلو منه مكان، كما قال عز وجل: ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا قالوا: ثم نسخ ذلك بالفرض الذي فرض عليهم في التوجه شطر المسجد الحرام. ذكر من قال ذلك:
1520 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد عن قتادة: قوله عز وجل: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ثم نسخ ذلك بعد ذلك، فقال الله: ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام.
1521 - حدثت عن الحسن قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: فأينما تولوا فثم وجه الله قال: هي القبلة، ثم نسختها القبلة إلى المسجد الحرام.
1522 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا همام، قال: ثنا يحيى، قال: سمعت قتادة في قول الله: فأينما تولوا فثم زوجه الله قال: كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله (ص) بمكة قبل الهجرة، وبعد ما هاجر رسول الله (ص) صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم وجه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الحرام، فنسخها الله في آية أخرى: فلنولينك قبلة ترضاها إلى: وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره قال: فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر القبلة.