عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله (ص) في ليلة سوداء مظلمة، فنزلنا منزلا، فجعل الرجل يأخذ الأحجار فيعمل مسجدا يصلي فيه.
فلما أصبحنا، إذا نحن قد صلينا على غير القبلة، فقلنا: يا رسول الله لقد صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة فأنزل الله عز وجل: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم.
1527 - حدثني المثنى، قال: حدثني الحجاج، قال: ثنا حماد، قال: قلت للنخعي: إني كنت استيقظت أو قال أوقظت، شك الطبري فكان في السماء سحاب، فصليت لغير القبلة. قال: مضت صلاتك، يقول الله عز وجل: فأينما تولوا فثم وجه الله.
1528 - حدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا أبي عن أشعث السمان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: كنا مع النبي (ص) في ليلة مظلمة في سفر، فلم ندر أين القبلة فصلينا، فصلى كل واحد منا على حياله. ثم أصبحنا فذكرنا للنبي (ص)، فأنزل الله عز وجل: فأينما تولوا فثم وجه الله.
وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية في سبب النجاشي لان أصحاب رسول الله (ص) تنازعوا في أمره من أجل أنه مات قبل أن يصلي إلى القبلة، فقال الله عز وجل: المشارق والمغارب كلها لي، فمن وجه وجهه نحو شئ منها يريدني به ويبتغي به طاعتي، وجدني هنالك. يعني بذلك أن النجاشي وإن لم يكن صلى إلى القبلة، فإنه قد كان يوجه إلى بعض وجوه المشارق والمغارب وجهه، يبتغي بذلك رضا الله عز وجل في صلاته. ذكر من قال ذلك:
1529 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هشام بن معاذ، قال: حدثني أبي، عن قتادة أن النبي (ص) قال: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه قالوا: نصلي على رجل ليس بمسلم قال: فنزلت: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله قال قتادة: فقالوا إنه كان لا يصلي إلى القبلة، فأنزل الله عز وجل: ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله.