سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم واحد.
قال: وكان سليمان بن داود إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئا من نسائه أعطى الجرادة خاتمه. فلما أراد الله أن يبتلي سليمان بالذي ابتلاه به، أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه، فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي فأخذه فلبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والانس. قال: فجاءها سليمان فقال: هاتي خاتمي فقالت: كذبت لست بسليمان. قال: فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به. قال: فانطلقت الشياطين فكتبت في تلك الأيام كتبا فيها سحر وكفر ثم دفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أخرجوها فقرأوها على الناس وقالوا: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب. قال: فبرئ الناس من سليمان وأكفروه، حتى بعث الله محمدا (ص) فأنزل جل ثناؤه: واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان يعني الذي كتب الشياطين من السحر والكفر وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فأنزل الله عز وجل وعذره.
1381 - حدثني محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: أخذ سليمان من كل دابة عهدا، فإذا أصيب رجل فسئل بذلك العهد خلي عنه، فرأى الناس السجع والسحر وقالوا: هذا كان يعمل به سليمان فقال الله جل ثناؤه: وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر.
1382 - حدثنا أبو حميد، قال: ثنا جرير، عن حصين ابن عبد الرحمن، عن عمران بن الحرث، قال: بينا نحن عند ابن عباس إذ جاءه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت؟ قال: من العراق، قال: من أيه؟ قال: من الكوفة. قال: فما الخبر؟ قال:
تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم. ففزع فقال: ما تقول لا أبا لك لو شعرنا ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، أما إني أحدثكم من ذلك أنه كانت الشياطين يسترقون السمع من السماء فيأتي أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا حدث منه صدق كذب معها سبعين كذبة، قال:
فيشربها قلوب الناس فأطلع الله عليها سليمان فدفنها تحت كرسيه. فلما توفي سليمان بن داود قام شيطان بالطريق فقال: ألا أدلكم على كنزه الممنع الذي لا كنز مثله؟ تحت الكرسي. فأخرجوه فقالوا: هذا سحر. فتناسخها الأمم، حتى بقاياهم ما يتحدث به أهل