وقالوا: هذا علم كان سليمان يكتمه ويحسد الناس عليه. فأخبرهم النبي (ص) بهذا الحديث.
فرجعوا من عنده، وقد حزنوا وأدحض الله حجتهم.
1368 - وحدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان قال: لما جاءهم رسول الله (ص) مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب الآية. قال: اتبعوا السحر، وهم أهل الكتاب.
فقرأ حتى بلغ: ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر.
وقال آخرون: بل عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا على عهد سليمان. ذكر من قال ذلك:
1369 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج: تلت الشياطين السحر على اليهود على ملك سليمان فاتبعته اليهود على ملكه يعني اتبعوا السحر على ملك سليمان.
1370 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال: عمدت الشياطين حين عرفت موت سليمان بن داود عليه السلام، فكتبوا أصناف السحر: من كان يحب أن يبلغ كذا وكذا، فليفعل كذا وكذا. حتى إذا صنعوا أصناف السحر، جعلوه في كتاب، ثم ختموا عليه بخاتم على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم. ثم دفنوه تحت كرسيه، فاستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حين أحدثوا ما أحدثوا، فلما عثروا عليه قالوا: ما كان سليمان بن داود إلا بهذا. فأفشوا السحر في الناس وتعلموه وعلموه، فليس في أحد أكثر منه في يهود. فلما ذكر رسول الله (ص) فيما نزل عليه من الله سليمان بن داود وعده فيمن عده من المرسلين، قال من كان بالمدينة من يهود: ألا تعجبون لمحمد (ص) يزعم أن سليمان بن داود كان نبيا والله ما كان إلا ساحرا فأنزل الله في ذلك من قولهم على محمد (ص): واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا قال: كان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس واتبعوا الشهوات. فلما رجع الله إلى سليمان ملكه، قام الناس على الدين كما كانوا. وإن سليمان