بعض الحجارة المعرفة والفهم، فعقل طاعة الله فأطاعه كالذي روي عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله (ص) إذا خطب فلما تحول عنه حن. وكالذي روي عن النبي (ص) أنه قال: إن حجرا كان يسلم علي في الجاهلية إني لأعرفه الآن.
وقال آخرون: بل قوله: يهبط من خشية الله كقوله: جدارا يريد أن ينقض ولا إرادة له، قالوا: وإنما أريد بذلك أنه من عظم أمر الله يرى كأنه هابط خاشع من ذل خشية الله، كما قال زيد الخيل:
بجمع تضل البلق في حجراته * ترى الأكم فيها سجدا للحوافر وكما قال سويد بن أبي كاهل يصف عدوا له يريد أنه ذليل:
ساجد المنخر يرفعه * خاشع الطرف أصم المستمع وكما قال جرير بن عطية:
لما أتى خبر الرسول تضعضعت * سور المدينة والجبال الخشع وقال آخرون: معنى قوله: يهبط من خشية الله أي يوجب الخشية لغيره بدلالته على صانعه كما قيل: ناقة تاجرة: إذا كانت من نجابتها وفراهتها تدعو الناس إلى الرغبة فيها، كما قال جرير بن عطية:
وأعور من نبهان أما نهاره * فأعمى وأما ليله فبصير