وقال بعضهم: أو في قوله: أو أشد قسوة بمعنى: وأشد قسوة، كما قال تبارك وتعالى: ولا تطع منهم آثما أو كفورا بمعنى: وكفورا. وكما قال جرير بن عطية:
نال الخلافة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسى على قدر يعني نال الخلافة وكانت له قدرا. وكما قال النابغة:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا أو نصفه فقد يريد ونصفه.
وقال آخرون: أو في هذا الموضع بمعنى بل، فكان تأويله عندهم فهي كالحجارة بل أشد قسوة، كما قال جل ثناؤه: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون بمعنى: بل يزيدون.
وقال آخرون: معنى ذلك: فهي كالحجارة أو أشد قسوة عندكم.
قال أبو جعفر: ولكل مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب، غير أن أعجب الأقوال إلي في ذلك ما قلناه أولا، ثم القول الذي ذكرناه عمن وجه ذلك إلى أنه بمعنى: فهي أوجه في القسوة من أن تكون كالحجارة أو أشد، على تأويل أن منها كالحجارة، ومنها أشد قسوة لان أو وإن استعملت في أماكن من أماكن الواو حتى يلتبس معناها ومعنى الواو لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن، فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين، فتوجيهها إلى أصلها من وجد إلى ذلك سبيلا أعجب إلي من اخراجها عن أصلها ومعناها المعروف لها.
قال: وأما الرفع في قوله: أو أشد قسوة فمن وجهين: أحدهما أن يكون عطفا على معنى الكاف التي في قوله: كالحجارة لان معناها الرفع، وذلك أن معناها معنى مثل: فهي مثل الحجارة أو أشد قسوة من الحجارة. والوجه الآخر: أن يكون مرفوعا على