الحسين، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة في قول الله: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب قال: قال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا.
قال أبو جعفر: وجميع الذي قال في تأويل هذه الآية من ذكرنا قوله متقارب المعنى لأنهم وإن اختلفوا في صفة البر الذي كان القوم يأمرون به غيرهم الذين وصفهم الله بما وصفهم به، فهم متفقون في أنهم كانوا يأمرون الناس بما لله فيه رضا من القول أو العمل، ويخالفون ما أمروهم به من ذلك إلى غيره بأفعالهم.
فالتأويل الذي يدل على صحته ظاهر التلاوة إذا: أتأمرون الناس بطاعة الله وتتركون أنفسكم تعصيه، فهلا تأمرونها بما تأمرون به الناس من طاعة ربكم معيرهم بذلك ومقبحا إليهم ما أتوا به. ومعنى نسيانهم أنفسهم في هذا الموضع نظير النسيان الذي قال جل ثناؤه:
نسوا الله فنسيهم بمعنى: تركوا طاعة الله فتركهم الله من ثوابه.
القول في تأويل قوله تعالى: وأنتم تتلون الكتاب.
قال أبو جعفر: يعني بقوله: تتلون: تدرسون وتقرأون. كما:
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس: وأنتم تتلون الكتاب يقول: تدرسون الكتاب بذلك.
ويعني بالكتاب: التوراة.
القول في تأويل قوله تعالى: أفلا تعقلون.
قال أبو جعفر: يعني بقوله: أفلا تعقلون: أفلا تفقهون وتفهمون قبح ما تأتون من معصيتكم ربكم التي تأمرون الناس بخلافها وتنهونهم عن ركوبها وأنتم راكبوها، وأنتم تعلمون أن الذي عليكم من حق الله وطاعته في اتباع محمد والايمان به وبما جاء به مثل الذي على من تأمرونه باتباعه. كما:
حدثنا به محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس: أفلا تعقلون يقول: أفلا تفهمون فنهاهم عن هذا الخلق القبيح.