حدثني به المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم أن هذا المثل الحق من ربهم أنه كلام الله ومن عنده. وكما:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، قوله:
فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم: أي يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه الحق من الله.
وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا قال أبو جعفر: وقوله: وأما الذين كفروا يعني الذين جحدوا آيات الله وأنكروا ما عرفوا وستروا ما علموا أنه حق.
وذلك صفة المنافقين، وإياهم عنى الله عز وجل ومن كان من نظرائهم وشركائهم من المشركين من أهل الكتاب وغيرهم بهذه الآية، فيقولون: ماذا أراد الله بهذا مثلا، كما قد ذكرنا قبل من الخبر الذي رويناه عن مجاهد الذي:
حدثنا به محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم الآية، قال: يؤمن بها المؤمنون، ويعلمون أنها الحق من ربهم، ويهديهم الله بها ويضل بها الفاسقون. يقول:
يعرفه المؤمنون فيؤمنون به، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به.
وتأويل قوله: ماذا أراد الله بهذا مثلا ما الذي أراد الله بهذا المثل مثلا، ف ذا الذي مع ما في معنى الذي وأراد صلته، وهذا إشارة إلى المثل.
القول في تأويل قوله تعالى: يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا.
قال أبو جعفر: يعني بقوله عز وجل: يضل به كثيرا يضل الله به كثيرا من خلقه، والهاء في به من ذكر المثل. وهذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ، ومعنى الكلام: أن الله يضل بالمثل الذي يضربه كثيرا من أهل النفاق والكفر. كما:
حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): يضل به كثيرا يعني المنافقين، ويهدي به كثيرا يعني المؤمنين فيزيد هؤلاء ضلالا إلى ضلالهم لتكذيبهم بما قد علموه حقا يقينا من المثل الذي ضربه الله لما ضربه له وأنه لما ضربه له موافق، فذلك إضلال الله إياهم به.