أن يريد بالخير المعروف والإحسان إلى الغير. وعنه (عليه السلام): الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعباده (1). ويكون المراد بالطاعة العبادات التي لا يتعدى نفعها إلى الغير من الصلاة والصوم ونحوهما، وعلى الأول فإما المراد بها العبادات وذكر الخير ذكر خاص بعد العام، أو الانقياد والاستسلام لقضائه أو لأوامره، والاستسلام لأوامره ملزوم للامتثال الذي هو فعل الخير بذلك المعنى (وملازمته) فإن الخير عادة، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل (وأرشدك إلى ما يحبه ويرضاه) من المعارف والأعمال. (وبلغك ما تأمله من الخير) دينية ودنيوية (وتتمناه، وأسعدك في الدارين. وحباك) فيهما (بكل ما تقر به العين، ومد لك في العمر السعيد) أي الميمون أو ذي السعادة خلاف الشقاوة، عن النبي (صلى الله عليه وآله): السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله (2) (والعيش الرغيد) أي الواسع، فإن ضنك المعيشة يعوق عن كل خير، ويؤدي إلى كفران النعم، بل كاد الفقر يكون كفرا. وعنه قوله (صلى الله عليه وآله): اللهم أسألك عيشة سوية (3) وقوله: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك (4). (وختم أعمالك بالصالحات) فعنه (صلى الله عليه وآله): الأعمال بالخواتيم (5). وعنه (صلى الله عليه وآله): من مات على خير عمله، فارجوا له خيرا (6). (ورزقك أسباب السعادات) في الدارين (وأفاض عليك من عظائم البركات) في الدين والدنيا (ووقاك الله) أي صانك في الدارين عن (كل محذور) في الدين أو النفس أو البدن أو الأهل أو المال أو غيرها (ودفع عنك) فيهما (الشرور - إني قد لخصت لك في هذا الكتاب لب فتاوى الأحكام) بالإتيان به محذوف الزوائد، فليس فيه تطويل ممل ولا إيجاز مخل (وبينت لك
(٥٢٥)