أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق من الناس، فيلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم أدخلوا الجنة (1). وعن ابنه أبي جعفر الباقر (عليه السلام): ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزا: الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه، والصلة لمن قطعه (2).
(و) مقابلة (المحسن بالامتنان) فعن الصادق (عليه السلام): لعن الله قاطعي سبل المعروف، قيل: وما قاطعوا سبل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره، فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (3).
(وإياك ومصاحبة الأرذال ومعاشرة الجهال، فإنها تفيد خلقا ذميما، وملكة رديئة) فعنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة مجالستهم تميت القلوب: الجلوس مع الأنذال، والحديث مع النساء، والجلوس مع الأغنياء (4) وعن عيسى (عليه السلام) قال: إن صاحب الشر يعدي، وقرين السوء يردي، فانظر من تقارن (5). وعن الصادق (عليه السلام): إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة، فلا تشارك العبيد والسفلة في أمرك، فإنك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدثوك كذبوك، وإن نكبت خذلوك، وإن وعدوك أخلفوك (6) (بل عليك بملازمة العلماء ومجالسة الفضلاء، فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات وتثمر لك (7) ملكة راسخة لاستنباط المجهولات) فعنه (صلى الله عليه وآله): مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة (8). وفي وصيته لأبي ذر: المتقون سادة والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة (9). وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام): محادثة العالم على المزابل خير من محادثة