وأنا أعطيك موثقا لا أقاتلك ولا أكثر عليك أبدا فتصدق بي عليهن يا محمد فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم أحد جاءه صفوان بن أمية فقال له اخرج معنا وضمن له إن قتل أن يجعل بناته مع بناته وإن عاش أعطاه مالا كثيرا فخرج معهم وجعل يدعو العرب ويحشرها فأسر ولم يؤسر من قريش غيره فقال يا محمد إنما أخرجت كرها ولي بنات فامنن علي قال لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين يا عاصم بن ثابت اضرب عنقه فقدمه عاصم فضرب عنقه انتهى وحدثني عامر بن يحيى عن أبي الحويرث قال وأسر يومئذ من بني المطلب بن عبد مناف رجلان السائب بن عبيد وعبيد بن عمرو بن علقمة وكان لا مال لهما ولم يقدم في فدائهما أحد فأرسلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير فدية انتهى وحدثني محمد بن يحيى بن سهل عن أبي عفير قال وعمرو بن أبي سفيان صار في سهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرعة كان أسره علي فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم بغير فدية انتهى قال ووهب بن عمير بن وهب بن خلف أسره رفاعة بن رافع الزرقي فقدم أبوه في فدائه عمير بن وهب بن خلف فأسلم فأرسل له ابنه بغير فداء الحديث الرابع روى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبح الشاة إلا لمأكلة قلت غريب وروى بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد قال حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال إني أوصيك بعشر لا تقتلن صبيا ولا امرأة ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكلة ولا تخربن عامرا ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه ولا تجبن ولا تغلل انتهى وهو في موطأ مالك في أول الجهاد وقال أبو مصعب أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى آخره
(٢٦٢)