وأما حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الربا في النسيئة فحديث صحيح أخرجه مسلم ولكن أجاب البيهقي في المعرفة بأنه يحتمل أن الراوي اختصره فيكون النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الربا في صنفين مختلفين ذهب بفضة أو تمر بحنطة فقال إنما الربا في النسيئة فأداه دون مسألة السائل قال ونظير ذلك حديث من قطع سدرا صوب الله رأسه في النار قال فحمله المزني على سدر لقوم هجم إنسان على قطعه بغير حق فأدرك راوي الحديث جواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدرك المسألة قال وحمله أبو داود السجستاني على سدر في فلاة يستظل بها الناس والبهائم فقطعه إنسان عبثا بغير حق قال وهذا مع أن أسانيده مضطربة معلولة ذكرناها في السنن ومدارها على عروة بن الزبر وهو كان يقطعها من أرضه قال وكبار الصحابة كلهم يقول بربا الفضل وعثمان بن عفان وعبادة بن الصامت أقدم صحبة من أسامة وأبو هريرة وأبو سعيد أكثر حفظا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد وردت أحاديثهم بذلك فالحجة فيما رواه الأكبر والأحفظ والأقدم أولى انتهى كلامه الحديث الثاني قال عليه السلام جيدها ورديئها سواء قلت غريب ومعناه يؤخذ من إطلاق حديث بن سعيد المتقدم في الحديث الأول
(٥٠٨)