محمد بن علي بن أبي طالب وكانت من سبي بني حنيفة فلذلك سمته الحنفية وسمى ابنه المذكور محمد بن الحنفية قال وحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال كانت أم زيد بن عبد الله بن عمر من ذلك السبي انتهى أثر آخر للخصم رواه الواقدي أيضا في الكتاب المذكور حدثنا معمر عن الزهري فذكر قصة إسلام أهل حضرموت ويسمون أهل كندة وأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم منهم ثمانية عشر رجلا أحدهم الأشعث بن قيس وأنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعمل عليهم رجلا منهم فاستعمل عليهم زياد بن لبيد البياضي وكتب معه كتابا في فرائض الصدقات وصار معهم عاملا على حضرموت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبو بكر أرسل إلى زياد بكتاب يعلمه بذلك ويوصيه بالمسلمين ويسألهم أن يبايعوه فقرأ زياد عليهم الكتاب فنكصوا عن البيعة وارتدوا وممن نكص عن البيعة الأشعث إلا أنه ليرتد فصاح زياد بن لبيد بأصحابه المسلمين فاجتمعوا إليه ووقع بينهم قتال شديد في ذلك اليوم قال وحدثني جرير بن سليم الزرقي عن عثمان بن صفوان عن بن أبي هند عن أبيه أبي هند قال برز يومئذ منهم رجل فبرزت إليه وكان شجاعا قال فتناولنا بالرمحين معظم النهار فلم يظفر أحدنا بصاحبه ثم صرنا إلى السيفين بقية النهار فلم يقدر أحدنا على الآخر ونحن فارسان فلما أمسوا تفرقوا وتوجه زياد إلى بيته بعد أن بعث عيونا في طلب غرتهم فجاءه واحد منهم فأخبره بغرة منهم فسار إليهم ليلا في مائة من أصحابه فإذا هم هدأوا وناموا فأغار عليهم فقتلهم وذبح ملوكهم وأشرافهم وبعث إلى أبي بكر يعلمه بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان عاملا على صنعاء استعمله النبي صلى الله عليه وسلم عليها أن يسير إلى زياد بمن حضره من المسلمين فلما قدم المهاجر على زياد اشتد
(٣٣٤)