إذ فعل حسنا، فلما كان الكافر مسيئا مفسدا كاذبا جائرا مبطلا، علمنا 1 أن فعله ليس بحسن ولا حق ولا صدق ولا عدل ولا صلاح.
وقال الله تعالى: (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) 2 ولو كان فاعلا لها لكان قد أنزل بها أعظم السلطان والحجة.
وقال: (واتخذوا من دون الله إلها) 3 تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقال: (وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعيائكم أبنائكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) 4 والله قد جعل الأجسام كلها، وإنما نفى عن نفسه أن يكون قولهم لأزواجهم وقولهم لأولادهم أنتن أمهاتنا، وأنتم أبناؤنا، ثم أخبر أنه لا يقول إلا حقا وأن الكذب ليس من قوله ولا من فعله.
وقال عز من قائل: (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون) 5 فأخبر أنهم جعلوا له شركاء، ولو كان الجاعل لما كان قد جعل لنفسه شركاء، ولا يخلو من أن يكون هو جعل لنفسه شركاء دونهم، أو يكونوا 6 هم الذين جعلوا له شركاء، وهو عن ذلك متعال لم يفعله ولم يجعله، ولو كان هو الذي جعل لنفسه شركاء دون عباده أو إن كان 7 هو جعل ما جعلوا كان قد جعل لنفسه شركاء كما جعل ذلك عباده. فكان قد شارك .