هو الصفاء ورقة البشرة ونعومة الأعضاء (لا اختلاف بينهم ولا تباغض) قال تعالى ونزعنا تخرج ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (قلوبهم قلب رجل واحد) أي في الاتفاق والمحبة (يسبحون الله بكرة وعشيا) قال الحافظ أي قدرهما قال القرطبي هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه ولا بد له منه فجعل تنفسهم تسبيحا وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه وامتلأت بحبه ومن أحب شيئا أكثر من ذكره وقد وقع في خبر ضعيف أن تحت العرش ستارة معلقة فيه ثم تطوى فإذا نشرت كانت علامة البكور وإذا طويت كانت علامة العشي انتهى وقال الطيبي يراد بهما الديمومة كما تقول العرب أنا عند فلان صباحا ومساء لا يقصد الوقتين المعلومين بل الديمومة انتهى قوله (هذا حديث صحيح) وأخرجه الشيخان قوله (عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني ثقة من السادسة (عن أبيه) أي عامر في سعد بن أبي وقاص الزهري المدني ثقة من الثالثة (عن جده) أي سعد بن أبي وقاص قوله (لو أن ما يقل) بضم الياء وكسر القاف وتشديد اللام أي يحمله (ظفر) بضمتين ويسكن الثاني قال الطيبي ما موصولة والعائد محذوف أي ما يقله وقال القاضي أي قدر ما يستقل بحمله ظفر ويحمل عليها (مما في الجنة) أي من نعيمها (بدا) أي ظهر في الدنيا للناظرين (لتزخرفت) أي تزينت (له) أي لذلك المقدار وسببه (ما بين خوافق السماوات والأرض) قال القاضي الخوافق جمع خافقة هي الجانب وهي في
(٢٠٧)