فمشى اليه ليأكله فكلما دنى منه صغر حتى انتهى اليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شئ أكله ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال له أمرني ربي أن أكتم هذا فحفر له حفرة وجعله فيها وألقى عليه التراب ثم مضى فالتفت فإذا بالطست قد ظهر قال قد فعلت ما أمرني ربي عز وجل فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي فطاف الطير حوله فقال أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه فقال له البازي أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام فقال إن ربي عز وجل أمرني أن لا أويس هذا فقطع من فخذه قطعة فألقاها اليه ثم مضى فلما مضى إذا هو بلحم ميتة منتن مدود فقال أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا فهرب منه ورجع فرأى في المنام كأنه قد قيل له انك قد فعلت ما أمرت به فهل تدرى ما ذاك كان قال لا قيل له أما الجبل فهو الغضب لعبد إذا غضب لم ير نفسه و جهل قدره من عظم الغضب فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها وأما الطست فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبى الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة وأما الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته وأما البازي فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه وأما اللحم المنتن فهو الغيبة فاهرب منه.
(15) ك 107 ج 2 - القطب الراوندي في لب اللباب وهاجت ريح منتنة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله ان أناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المسلمين فلذلك هاجت.
(16) تنبيه الخواطر 116 ج 1 - لما رجم رسول الله صلى الله عليه وآله الرجل في الزنا قال رجل لصاحبه هذا قعص كما يقعص الكلب فمر النبي صلى الله عليه وآله معهما بجيفة فقال أنهشا منها قالا يا رسول الله صلى الله عليك ننهش جيفة قال ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه.
ك 106 ج 2 - ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن ابن عم أبي هريرة