قال سئل عن الرضا عليه السلام ما حق المؤمن على المؤمن فقال إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره والمواساة له في ماله والنصرة له على من ظلمه وان كان فيئ للمسلمين وكان غائبا أخذ له بنصيبه و إذا مات فالزيارة إلى قبره ولا يظلمه ولا يغشه ولا يخونه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يكذبه ولا يقول له أف فإذا قال له أف فليس بينهما ولاية وإذا قال له أنت عدوى فقد كفر أحدهما صاحبه وإذا اتهمه انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ومن أطعم مؤمنا كان أفضل من عتق رقبة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن كسى مؤمنا من عرى كساه الله من سندس وحرير الجنة ومن أقرض مؤمنا قرضا يريد به وجه الله عز وجل حسب له ذلك بحساب الصدقة حتى يؤديه اليه ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام وانما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد وان أبا جعفر الباقر عليه السلام استقبل الكعبة وقال الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابة للناس وأمنا والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه فقال له عند الوداع أوصني فقال أوصيك بتقوى الله وبر أخيك المؤمن فأحببت (فأحبب - خ) له ما تحب لنفسك وان سألك فأعطه وان كف عنك فأعرض عليه لا تمله فإنه لا يملك وكن له عضدا فان وجد عليك فلا تفارقه حتى تسل سخيمته فان غاب فاحفظه في غيبته وان شهد فاكنفه وأعضده وزره وأكرمه وألطف به فإنه منك وأنت منه وفطرك (1) لأخيك المؤمن وادخال السرور عليه أفضل من الصيام وأعظم أجرا.
(35) ك 94 ج 2 - أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق قال