الملأ الأخيار وقد جاءكم الله بإخوان لكم، لهم بأس شديد يتقى، وعدد لا يحصى (1) فلقوا عدوكم الذين قتلوكم فبلغوا الغاية التي أرادوا صابرين، فرجعوا وقد نالوا ما طلبوا، فمالؤوهم وساعدوهم وتذكروا ثأركم تشفوا (2) صدوركم من عدوكم.
فقام إليه الضحاك بن عبد الله الهلالي (3) فقال: قبح الله ما جئتنا به ودعوتنا إليه جئتنا والله بمثل ما جاء به صاحباك طلحة والزبير، أتيانا وقد بايعنا عليا عليه السلام واجتمعنا له وكلمتنا واحدة ونحن على سبيل مستقيم فدعوانا إلى الفرقة وقاما فينا بزخرف القول، حتى ضربنا بعضنا ببعض عدوانا وظلما، فاقتتلنا على ذلك، وأيم الله ما سلمنا من عظيم وبال ذلك ونحن الآن مجتمعون على بيعة هذا العبد الصالح الذي قد أقال العثرة وعفا من المسئ وأخذ بيعة غائبنا وشاهدنا، أفتأمرنا الآن أن نختلع (4) أسيافنا من أغمادها ثم يضرب بعضنا بعضا (5) ليكون معاوية أميرا وتكون له وزيرا، ونعدل بهذا الأمر عن علي عليه السلام؟! والله ليوم من أيام علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله خير من بلاء معاوية وآل معاوية لو بقوا في الدنيا ما الدنيا باقية.
فقام عبد الله بن خازم السلمي (6) فقال للضحاك: اسكت فلست بأهل أن