زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى طلحة والزبير وإني أشهد أنها زوجته في الدنيا والآخرة، فانظروا ثم انظروا في الحق فقاتلوا معه. فقال رجل: يا أبا اليقظان لهو مع من شهدت له بالجنة على من لم تشهد له، فقال الحسن: اكفف عنا يا عمار فإن للإصلاح أهلا (إلى أن قال:) وفيما ذكر نصر بن مزاحم العطار عن عمر بن سعد عن أسد بن عبد الله عمن أدرك من أهل العلم إن عبد خير الخيواني قام إلى أبي موسي فقال: يا أبا موسى هل كان هذان الرجلان يعني طلحة والزبير ممن بايع عليا؟ - قال: نعم، قال: هل أحدث حدثا يحل به نقض بيعته؟ قال: لا أدري، قال: لا دريت فإنا تاركوك حتى تدري، يا أبا موسى هل تعلم أحدا خارجا من هذه الفتنة التي تزعم أنها هي فتنة، إنما بقي أربع فرق، علي بظهر الكوفة، وطلحة والزبير بالبصرة، ومعاوية بالشام، وفرقة أخرى بالحجاز لا يجبى بها فيئ ولا يقاتل بها عدو. فقال له أبو موسى:
أولئك خير الناس وهي فتنة. فقال له عبد خير: يا أبا موسى غلب عليك غشك.
قال: وقد كان الأشتر قام إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين إني قد بعثت إلى أهل الكوفة رجلا قبل هذين فلم أره أحكم شيئا ولا قدر عليه وهذان أخلق من بعثت أن ينشب بهم الأمر على ما تحب ولست أدري ما يكون فإن رأيت أكرمك الله يا أمير المؤمنين أن تبعثني في أثرهم فإن أهل المصر أحسن شئ لي طاعة وإن قدمت عليهم رجوت أن لا يخالفني منهم أحد. فقال له علي: الحق بهم. فأقبل الأشتر حتى دخل الكوفة وقد اجتمع الناس في المسجد الأعظم فجعل لا يمر بقبيلة يرى فيها جماعة في مجلس أو مسجد إلا دعاهم ويقول: اتبعوني إلى القصر، فانتهى إلى القصر في جماعة من الناس، فاقتحم القصر فدخله وأبو موسى قائم في المسجد يخطب الناس ويثبطهم، يقول: أيها الناس إن هذه فتنة عمياء صماء تطأ خطامها، النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والساعي فيها خير من الراكب، إنها فتنة باقرة كداء البطن أتتكم من قبل مأمنكم تدع الحليم فيها حيران كابن أمس، إنا معاشر أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بالفتنة، إنها إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت أسفرت، وعمار