الله ونصح لله فنصح له فبعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الله الثانية فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الله الثالثة فمكن الله له في الأرض، وفيكم مثله يعني نفسه، فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمئة). وقال محمد بن علي بن شهرآشوب قدس الله سره في كتاب المناقب في فصل في أنه الشاهد والشهيد وذو القرنين (ص 63 جزء 3 من طبعة بمبئي سنة 1313): (أبو عبيد في غريب الحديث: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين: إن لك بيتا في الجنة وإنك لذو قرنيها، سويد ابن غفلة وأبو الطفيل قالا: قال أمير المؤمنين: إن ذا القرنين كان ملكا عادلا فأحبه الله وناصح الله فنصحه الله، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه بالسيف، فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف فذلك قرناه، وفيكم مثله يعني نفسه، لأنه ضرب على رأسه ضربتين، إحداهما يوم الخندق، والثانية ضربة ابن ملجم).
أقول: نقله أبو النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي العياشي (ره) في تفسيره في تفسير آية: ويسألونك عن ذي القرنين وأحمد بن أبي طالب الطبرسي (ره) في كتاب الاحتجاج وغيرهما في غيرهما فلا نطيل الكلام بذكر أسامي ناقليه وأسامي كتبهم بل نخوض في بيان معناه بما ذكره وفسره به أهل الفن والخبرة فنقول:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224 في كتابه غريب الحديث (ج 3، ص 78 - 79) ما نصه:
(قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: إن لك بيتا في الجنة وإنك لذو قرنيها.
قال أبو عبيد: قد كان بعض أهل العلم يتأول هذا الحديث أنه ذو قرني الجنة يريد طرفيها، وإنما يأول ذلك لذكره الجنة في أول الحديث، وأما أنا فلا أحسبه أراد ذلك والله أعلم ولكنه أراد أنك ذو قرني هذه الأمة، فأضمر الأمة وإن كان