لقتل عثمان كارهين، ولعدوه مفارقين، ولكم موالين، وبك راضين، فإن رأيت أن تبعث إلينا أميرا طيبا زاكيا (1) ذا عفاف ودين يدعو لي الطلب بدم عثمان فعلت، فإني لا إخال الناس إلا مجمعين (2) عليك فإن ابن عباس غائب عن الناس (3)، والسلام.
فلما قرأ معاوية كتابه قال: لا عزمت رأيا سوى ما كتب به إلي هذا، وكتب إليه جوابه:
أما بعد فقد قرأت (4) كتابك فعرفت نصيحتك، وقبلت مشورتك، فرحمك (5) الله وسددك - أثبت - هداك الله رأيك الرشيد، فكأنك بالرجل الذي سألت قد أتاك، وكأنك بالجيش قد أطل عليك، فسررت وحييت (6) وقبلت (7)، والسلام.