أذنت لك في تفضيل أعداءنا ان لجأك الخوف إليه وفي اظهار البراءة منا ان حملك الوجل عليه وفي ترك الصلوات المكتوبات ان خشيت على حشاشتك الآفات والعاهات فان تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا ولان تبرأت منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنابك لتبقى على نفسك روحها التي بها قوامها ومالها الذي به قيامها وجاهها الذي به تماسكها وتصون من عرف بذلك وعرفت به من أولياءنا وإخواننا من بعد ذلك بشهور وسنين إلى أن يفرج الله تلك الكربة وتزول به تلك الغمة فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك وتنقطع به عن عمل الدين وصلاح اخوانك المؤمنين وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك ودم خوانك معرض لنعمك ونعمهم على الزوال مذل لك ولهم في أيدي أعداء دين الله وقد أمرك الله باعزازهم فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك على نفسك واخوانك أشد من ضرر المناصب لنا الكافر بنا
(٢٢٨)