وإن كان غيركم أطول منكم صلود وأكثر منكم صياما فأنتم اتقى الله منه وانصح لاولى الامر احذروا يا عباد الله الموت وسكرته فأعدوا له عدته فإنه يفجئكم بأمر عظيم بخير لا يكون معه شر أبدا أو بشر لا يكون معه خير أبدا فمن أقرب من الجنة من عاملها ومن أقرب إلى النار من عاملها انه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أي المنزلين يصير إلى الجنة أم النار أعدو هو لله أم ولى فإن كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة وشرعت له طرقها ورأى ما أعد الله له فيها ففرغ من كل شغل ووضع عنه كل ثقل وإن كان عدوا لله فتحت له أبواب النار وشرع (شرعت خ ل) له طرقها ونظر إلى ما أعد الله له فيها فاستقبل كل مكره وترك كل سرور وكل هذا يكون عند الموت وعنده يكون بيقين قال الله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ويقول الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى
(١٠٢)