وهذا الحديث مردود من وجوه:
أحدها: إن أبا يوسف لم يصححه، ولو كان صحيحا لما خفى عنه (1).
الثاني: إن راويه أبو زيد (2)، وهو مجهول.
الثالث: إن عبد الله بن مسعود سئل هل كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه منا أحد، ووددت؟ إني كنت معه (3).
الرابع: يحتمل أن يكون المراد بالنبيذ ها هنا ما ترك فيه قليل تمر أزال ملوحة الماء فلم يبلغ الشدة، ويدل عليه ما ورد من طريق الأصحاب عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
سئل عن النبيذ فقال: (حلال) فقال: إنا ننبذه فنطرح فيه العكر (4) وما سوى ذلك فقال: (شه شه (5)، تلك الخمرة المنتنة) قال: فقلت: جعلت فداك، فأي نبيذ تعني؟
قال: (إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تغير الماء وفساد طبائعهم، فأمرهم أن ينبذوا، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له فيعمد إلى كف من تمر فيقذف به في الشن فمنه شربه ومنه طهوره) فقلت: وكم كان عدد التمر الذي في الكف؟ فقال: (ما حمل الكف) قلت: واحدة أو اثنتين (6)؟ فقال: ربما كانت واحدة، وربما كانت اثنتين (7) فقلت: وكم كان يسع الشن (8)؟ فقال: (ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى فوق ذلك) فقلت: بأي الأرطال؟ فقال: (أرطال مكيال العراق) (9) ومع هذا الاحتمال)