وقال أحمد: ما سمعنا فيه شيئا، ولا يصح القياس إلا فيما عقل معناه. وهذا تعبدي محض.
(ويبتدئ الطواف من الحجر الأسود) لأنه (ص) كان يبتدئ به، وقال: خذوا عني مناسككم. (وهو جهة المشرق، فيحاذيه) أي الحجر (أو) يحاذي (بعضه بجميع بدنه) لان ما لزم استقباله لزم بجميع البدن كالقبلة. (فإن لم يفعل) أي يحاذي الحجر أو بعضه بكل بدنه، بأن ابتدأ بالطواف عن جانب الركن من جهة الباب، بحيث خرج شئ من بدنه عن محاذاة الحجر، (أو بدأ بالطواف من دون الركن) الذي به الحجر (كالباب ونحوه) كالملتزم (لم يحتسب بذلك الشوط) لعدم محاذاة بدنه للحجر، ويحتسب له بالثاني وما بعده. ويصير الثاني أولا. لأنه يحاذي فيه الحجر بجميع بدنه. (ثم يستلمه) أي الحجر (أي يمسحه بيده اليمنى)، لقول جابر: إن الرسول (ص) لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه - الحديث رواه مسلم. والاستلام: افتعال من السلام، وهو التحية. وأهل اليمن يسمون الحجر الأسود:
المحيا. لأن الناس يحيونه بالاستلام. وقد ثبت عن النبي (ص) أنه نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن، رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وعن علي قال: لما أخذ الله عز وجل الميثاق على الذرية كتب كتابا فألقمه الحجر. فهو يشهد للمؤمن بالوفاء، وعلى الكافر بالجحود، وذكره الحافظ أبو الفرج. (ويقبله) أي الحجر (من غير صوت يظهر للقبلة) لحديث ابن عمر: أن النبي (ص) استقبل الحجر، ووضع شفتيه عليه يبكي طويلا. ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي. فقال: يا عمر ها هنا تسكب العبرات رواه ابن ماجة. وفي الصحيحين أن أسلم قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر، وقال:
إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك. (ونص) أحمد في رواية الأثرم (ويسجد عليه) فعله ابن عمر. وابن عباس (فإن شق) استلامه وتقبيله لم يزاحم، واستلمه بيده (وقبل يده) لحديث ابن عباس: أن النبي