وقد بدأ كتابه هذا بقوله: " أما بعد فقد استفحل خطر التشيع في غفلة من أهل الحق ".
وفي الحقيقة ليس خطر الشيعة الأخطر منطقهم القوى وحجتهم الدامغة وإلا فليس الشيعة إلا الحفظة الأمناء لآثار الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وآثار عترته، فقد عزب عن الكاتب أن ما وقف عليه بعد تتبع كتب الشيعة ومصنفاتهم من وجود 130 راويا ضعيفا في إسناد أحاديث الشيعة الذين صرح بضعفهم علماؤهم بعد تسليم ادعائه وصحة استنتاجاته، لهو خير دليل على أن الشيعة كانوا بالمرصاد لكل من كان يحاول الدس والتحريف، أو يزاول الحديث من دون أهلية لازمة.
أجل إن تصريح علماء الرجال الشيعة بهذا المقدار من الضعاف خير شاهد على مدى حرصهم عن سلامة الحديث من كل ما يسقط اعتباره.
والكاتب بعد ما تصعد وتصوب فقد أتى بأسماء 130 راويا يعدون من الضعاف عند محدثي الشيعة فلو كان وجود الضعفاء دليلا على سقوط أحاديث الشيعة جمعاء فليكن وجود الكذابين والوضاعين والدجالين في أحاديث أهل السنة دليلا على كون صحاحهم ومسانيدهم موضوعة مكذوبة أيضا فإن وجود الكذابين والوضاعين في رجال أحاديث أهل السنة مما لا ينكر، فقد جمع العلامة الأميني طائفة منهم في موسوعته " الغدير " فبلغت سلسلة الوضاعين والكذابين إلى سبع ماءة رجل (1).
أضف إلى ذلك أن كثيرا ممن وصفهم بالضعف إنما هو نظرية شخصية للكاتب لا يوافقه فيها أحد من علماء الرجال من الشيعة وما ذلك إلا لأجل عدم وقوفه على ما هو الهدف من تضعيف الشخصيات العظيمة نظراء زرارة من جانب أئمة أهل البيت فلم يكن الهدف إلا حفظ دمائهم بالتبري منهم والكاتب وإن كان يهدف في الظاهر إلى تضعيف مجموعة من رواة الشيعة غير أن له وراء هذا الادعاء هدفا آخر وهو تضعيف جميع رجال الشيعة واتهامهم بأنواع التهم.