فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين " إنما ذكره النجاشي مرسلا لا مسندا فلا يمكن الاحتجاج بهذا المرسل.
نعم نقله الكشي عن حماد مسندا بواسطة محمد بن عيسى العبيدي وهو مما اختلف أنظار علماء الرجال في حقه والكاتب ممن بالغ في تضعيفه في كتابه ص 222 فكيف يحتج بحديث روي عن مثل العبيدي فإسقاط صحيحة حماد بمثل هذه الرواية عند الكاتب أمر عجيب وهذا يعرب عن أن هدفه ليس إلا إسقاط روايات الشيعة عن الحجية بأي وسيلة ممكنة وإن كانت باطلة.
2 - نقل في الدليل الثاني عن أبي عمرو الكشي ابن حمادا مات وله نيف وسبعون سنة فاستنتج منها أن حماد كان حين وفاة الصادق عليه السلام في السنة الثالثة عشرة من عمره أو نحوها ثم رتب عليه بأنه لا يصح أن يخاطب الإمام غلاما كهذا بالجملة التالية: ما أقبح بالرجل أن يأتي عليه ستون أو سبعون الخ.
إن ما نقله عن أبي عمرو الكشي صحيح غير أنا نسأله كيف غفل (أو تغافل) عن نقل ما في فهرست ابن النجاشي فإنه قال: " مات حماد بن عيسى غريقا بوادي قناة وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة وهو غريق الجحفة في سنة تسع ومأتين، وقيل ثمان ومأتين، وله نيف وتسعون سنة رحمه الله " (لاحظ فهرست النجاشي طبع بمباي ص 104 ترجمة حماد).
وعلى ذلك يكون عمره حين خاطبه الإمام عليه السلام في الحديث على الأقل (34 سنة) وعلى حمل " نيف " على الثمانية يكون (37 سنة).
وعند ذلك تصح مخاطبة الرجل الكامل الذي يقارب عمره " الأربعين " بهذا الكلام.
وليس ابن النجاشي وحيدا في هذا النقل فقد نقل شيخنا المفيد بأن حمادا عاش نيفا وتسعين. (لاحظ معجم رجال الحديث ج 6 ص 227).
وعلى ذلك فلو كان من نية الكاتب هو تحقيق الحق، فلماذا نقل قول