وتشكل هذه المرحلة، المرحلة الثانية في تطور الفقه الإمامي الشيعي الإسلامي، بعد المرحلة الأولى التي اتسمت - كما قلنا - بالتزام نفس عبارات الأحاديث في صياغة المتون الفقهية. ويعد من أبرز نجوم هذه المرحلة مضافا إلى شيخ الطائفة الطوسي الذي يعد بطل هذه المرحلة وعملاقها الرائد - الفقهاء - التالية أسماؤهم.
1 - الشيخ محمد بن النعمان المفيد المتوفى عام (413 ه).
2 - الشريف المرتضى محمد بن علي الموسوي المتوفى عام 436 ه) 3 - الفقيه البارع أبو الصلاح الحلبي صاحب الكافي في الفقه (المولود عام 374 المتوفى عام 447 ه).
4 - القاضي الشيخ عبد العزيز بن نحرير بن البراج (المتوفى سنة 481) صاحب المهذب البارع الذي هو كالمبسوط في غزارة الفروع (1).
هؤلاء هم أبطال وأعلام المرحلة الثانية في تاريخ الفقه الإمامي وهي تصادف القرن الخامس الهجري.
وقد استمر البحث والتنقيب حول المسائل الفقهية بين علماء الشيعة في جميع القرون التي مضت إلى يومنا هذا ولم يكن ذلك إلا لأجل انفتاح باب الاجتهاد لديهم ووجوب رجوع العامي إلى المجتهد الحي وهم يرون أن إفتاء علماء المذاهب الأربعة بإقفال باب الاجتهاد، خسارة على العلم والإسلام وما جاؤوا به من التعليلات لتوجيه هذا الإغلاق وجوه خيالية (2)) لا ينطبق على الواقع.