تقديم: * بقلم: جعفر السبحاني بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب الحاضر وهو " الجامع للشرائع " ثمرة ناضجة وغنية من ثمرات مدرسة الفقه الإمامي في القرن السابع الهجري.
ولكي نقف على أهمية الفقه الإمامي بين المذاهب الإسلامية وأهمية هذا الكتاب الفقهي الذي يرقى تاريخ تأليفه إلى القرن السابع الهجري لا بد أن نقف على شئ من تاريخ تدوين الحديث الذي هو أهم مصدر للفقه الإسلامي.
على أن مثل هذا الأمر ضروري جدا في هذا العصر الذي بدأ فيه رجال القانون والحقوق والتشريع يبحثون عن مصادر جديدة للفقه تتمتع بأكبر قدر من العمق والأصالة، والشمولية والموضوعية.
لمحة عن تاريخ تدوين الحديث.
لقد رحل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعد أن عانى ما عانى من المشاق وتحمل ما تحمل من المتاعب، وقد خلف في أمته الإسلامية وديعتين عظيمتين هما: " الكتاب والعترة " وأمر بالتمسك بهما إلى يوم القيامة حيث قال: " أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ".