وورد في مجالس المؤمنين: ٤٦٣ ما أجاب به الشيخ الصدوق رحمه الله بشأن قراءة رأس الحسين عليه السلام سورة الكهف وهو على الرمح:
" وفي غد ذلك اليوم [اليوم الذي جرت فيه المناظرة الأولى التي ذكرناها في الصفحة ١٤١ - ١٤٤] جلس ركن الدولة على كرسي السلطنة وذكر الشيخ وبالغ في الثناء عليه.
فقال أحد الحاضرين: إن الشيخ يقول أن رأس الإمام الحسين عليه السلام لما رفع على الرمح كان يتلو سورة الكهف، فقال الملك: ما سمعت هذا منه، وسأبعث إليه وأسأله، فكتب إلى الشيخ في ذلك.
ولما قرأ الشيخ السؤال أجاب: رووا هذا الخبر عمن سمع رأس الحسين عليه السلام يتلو آيات من سورة الكهف، ولم يصلنا ذلك عن أحد من الأئمة عليهم السلام لكني لا أنكره بل أراه حقا، فإذا جاز في يوم القيامة لأيدي المجرمين وأرجلهم أن تتكلم، وهو ما ورد في القرآن ﴿اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون﴾ (1) فيصح أن ينطق رأس الحسين ويلهج لسانه بالقرآن وهو خليفة الله وإمام المسلمين وسيد شباب أهل الجنة وجده محمد المصطفى وأبوه علي المرتضى وأمه فاطمة الزهراء، بل إنكاره إنكار لقدرة الله وفضل صاحب الرسالة، والعجب لمن ينكر صدور مثل هذا عمن بكته الملائكة ومطرت السماء دما لأجله، وناح عليه أهل الجنان، فمن أنكر أمثال هذه الأخبار على صحتها وقوة سندها فهو قادر على إنكار الشرائع ومعاجز الرسول وجميع أمور الدين والدنيا لأن هذه قد وصلت إلينا بمثل هذه الأسانيد والطرق وثبت صحة ما فيها...