«يحس الطفل طيلة أدوار نموه بالحقارة في قبال والديه وجميع الناس. هذا الاحساس في جميع شؤون الطفل وليد عدم القدرة الأولية للأعضاء وعدم الاطمئنان به وفقدانه للاستقلال، وكذلك ينتج على أثر الاحتياج إلى الغير، والاعتماد على شيء أقوى منه، والخضوع لسيطرة المحيط. وهذا الاحساس بالحقارة هو الذي يوجد في الطفل نشاطا دائما، واحتياجا إلى الانشغال، والاهتمام يلعب دور بارز في الحياة. انه يسير في حالة ضخمة من الآمال والآماني المستقبلة والاستعداد الجسمي والعقلاني لتحقيقها، وان الرغبة في التفوق على الآخرين هي التي تدفعه إلى أن يثبت لنفسه شخصية، فيقلل بذلك من حدة الحقارة المستولية عليه» (1).
الرشد المعنوي للطفل:
إن الآباء والأمهات الذين يفسحون المجال في الأسرة للأطفال كي يمارسوا نشاطاتهم الفطرية، ولا يسخرون منهم في الأفعال التي تصدر منهم ولا يحاولون تحقيرهم أبدا، يتوفقون إلى الرشد المعنوي بسرعة وينالون شخصية كاملة. وعلى العكس، فإن الآباء والأمهات المستبدين في الأسرة الذين يسلكون تجاه أطفالهم بالشدة والحدة ويملأون جو الأسرة رعبا وهلعا يكتبون القابليات والاستعدادات الباطنية للأطفال ويمنعون من الرشد الطبيعي لهم فينشأون وهم فاقدون للشخصية.
إن أحد أسباب الاحساس بالحقارة عند الأطفال هو المظاهر الشديدة لقدرة ( الكبار) وضغطهم. لا شيء يطفئ جذوة الرغبة في التعالي والتكامل والاعتماد على النفس عند الطفل مثل الإهانة والتحقير الذي يلاقيه في قبال الضغط والشدة ، خصوصا عندما يؤكد الوالدان شدتهما بعبارة (انك لا تستطيع القيام بهذا العمل)... (لا تحاول عبثا)، ومما يزيد في الطين بلة أنهما لا