ذلك الحجاج، فعفا عنه لصدقه» (1).
* * * وكما أن الصدق يجلب العزة والكرامة، فإن الكذب يسبب الذلة والصغار لصاحبه. يقول الرسول الأعظم: «إياك والكذب، فإنه يسود الوجه» (2).
بلغ المنصور الدوانيقي أن مبلغا ضخما من أموال بني أمية مودعة عند رجل، فأمر الربيع باحضاره. يقول الربيع: فأحضرت الرجل وأخدته إلى مجلس المنصور. فقال له المنصور: بلغني ان أموال بني أمية مودعة عندك، فيجب أن تسلمني إياها بأجمعها.
فقال له الرجل: هل الخليفة وارث الأمويين؟!
فأجاب: كلا.
فقال: هل الخليفة وصي الأمويين؟!
فأجاب: كلا.
فقال الرجل: فكيف تطالبني بأموال بني أمية؟!
فأطرق المنصور برهة ثم قال: إن الأمويين ظلموا المسلمين وانتهكوا حقوقهم وغصبوا أموالهم، وأنا الآن خليفة المسلمين ووليهم، أريد أن استرد أموال المسلمين وأودعها في بيت المال.
فقال الرجل: إن الأمويين امتلكوا أموالا كثيرة كانت خاصة بهم وعلى الخليفة أن يقيم شاهدا عدلا على أن الأموال التي في يدي لبني أمية إنما هي من الأموال التي غصبوها وابتزوها من غير حق.
ففكر المنصور ساعة، ثم قال للربيع، ان الرجل يصدق، فابتسم بوجهه وقال له: ألك حاجة؟!
قال الرجل: لي حاجتان. الأولى: أن تأمر بإيصال هذه الرسالة إلى