من المقدار الإعتيادي يحصل اضطراب في عمل النمو. فوجودها إذن ضروري ولكن العمل المحرك لها يحتاج إلى ظروف مساعدة، وأهمها استكمال الأعضاء والأنسجة نحوها بالمقدار اللازم حتى تستطيع أعضاء الجسم مواصلة نموها بصورة مطردة وبعبارة أخرى فإنه لا بد من انسجام خاص بين عمل الهورمونات والظروف التي تستفيد فيها الأعضاء والأنسجة من تلك الهورمونات» (1).
أما البلوغ المبكر فإنه عبارة عن إفراز الغدد الجنسية هورموناتها في جسد الطفل قبل أن يستكمل نموه الطبيعي ويستعد لتقبيل البلوغ... وهذا يؤدي إلى النضج الجنسي قبل أوانه.
«يتقدم سن البلوغ في النضج الجنسي السابق لأوانه عن العمر الاعتيادي (وهو الذي يتراوح بين 12 و 17 سنة) أي أن الغدد الجنسية تبدأ بالعمل قبل السنة العاشرة، وبذلك يتقدم النمو الطولي... هؤلاء المرضى يتقدمون على أقرانهم من حيث النمو لمدة وجيزة، ولكن لما كانت الطبقة الغضروفية تزول بعد فترة النمو الطولي السريع مباشرة فإن فترة نمو هؤلاء المرضى قصيرة، إذ لا يلبثون أن يتأخروا عن أقرانهم فيما بعد» (2).
اختلاف الظروف الطبيعية:
إن أفراد البشر - كسائر الموجودات الحية في العالم - خاضعون لتأثير الظروف الطبيعية المحيطة بهم. وبالنظر إلى اختلاف المناخ، وتغير درجة الحرارة وسائر العوامل الطبيعية في متلف نقاط الكرة الأرضية، يختلف النمو عند الأطفال أيضا.
ولهذا فان السن التي تظهر فيها بوادر البلوغ الجنسي عند الذكور والإناث تختلف باختلاف المناطق.