بالمسؤولية الشخصية ، والاعتماد على النفس، الجد في أداء الواجب... تشكل ركائز السعادة المادية والمعنوية للإنسان. إن كل فرد يحصل على نتيجة عمله، وكل شخص رهين بأعماله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. إن الوالدين اللذين يدركان هذا الأمر بنفسهما ويربيان الطفل على الشعور بالمسؤولية الشخصية منذ الطفولة يكونان قد أديا خدمة جبارة له، وأخذا بيده نحو طريق السعادة والتكامل والفلاح.
التفاخر بالآباء:
لقد كان الناس في الجاهلية (1) يتفاخرون بآبائهم وأجدادهم، بدلا من التفاخر بالعلم والفضل، وكانوا يستندون إلى أمجادهم أسلافهم والانتصارات التي أحرزوها بدلا من التفاخر بالجهود والنشاطات الخاصة بكل منهم. وعندما جاء نبي الإسلام العظيم بتعاليمه القيمة كافح ضد هذه الفكرة الخاطئة التي كانت العامل الأكبر لانحطاط المجتمع حينذاك، وبذلك الجهود المضنية في سبيل تحويل الأفكار العامة عن الاعتماد على الغير والتفاخر بالآباء إلى الاعتماد على النفس. لقد أكد الإسلام للجميع بأن الكمال الإنساني والتفاخر بالشرف إنما يستند إلى ما يبذله كل فرد من جهد في طريق التكامل والتعالي.
قال علي عليه السلام: «الشرف بالهمم العالية لا بالرمم البالية» (2).