عليها طابع التصنع في التواضع، وهذا ما يؤدي إلى إذكاء نار المشاعر المتناقضة في ضمائرهم.
عوامل التناقض:
توجد في المجتمع طوائف عديدة وقعت في ورطة المشاعر المتناقضة، ودعاهم ذلك إلى الإفراط في التواضع بحيث يصل إلى درجة التملق والتنازل عن شرف النفس والكرامة.
وسنتحدث في هذه المحاضرة عن العوامل المؤدية إلى ذلك.
1 - الشعور بالنقص:
من العوامل المهمة لإيجاد عقدة الحقارة في ضمير الإنسان، مظاهر التزمت والشدة التي يستعملها بعض الآباء والأمهات تجاه أطفالهم. إن الطفل الذي ينمو في جو مشحون بالخوف والاضطراب، والتوتر والقلق ولا يحسب له الأبوان حساب الآدميين، والذي لم يذق طعم الرأفة والحنان أبدا... لا بد وأن ينشأ ضعيفا، حقيرا، يشعر بالحرمان دائما. إنه لا يجد نفسه كفؤا لتحمل أعباء الحياة، لأن التجارب أثبتت له ذلك.
هذا الطفل عندما يشب ويترعرع ويصبح عضوا بارزا في المجتمع، يظل يشعر بالنقص في قبال الآخرين، لأنه مصاب بالقلق والاضطراب، فاقد للاستقلال وقوة الشخصية.
«إن النشاطات الدالة على القلق والاضطراب تشير إلى أن الشخص يشكو من نقص عظيم، ويتصور أنه لكي يتدارك ذلك النقص عليه أن يقوم بجهد أكبر مما يقوم به الآخرون.
إن جميع النشاطات اللا غرضية تشير إلى هذه الحقارة».
«هذا القلق ينشأ من خوف كامن. والسبب هو أن الشخص يتصور أنه سيندحر في عمله أو منزلته أو أموره المعاشية. ومهما كان