والهدوء، والبعض الآخر بالثرثرة والإطالة في الحديث... قسم منهم يتذرع بالتملق، والقسم الآخر يلتزم التكبر والإستعلاء. طائفة تتصف بالعطف والحنان، وأخرى تتسم بالفحش والتسيب.
الانتقام:
الرغبة في الانتقام من أهم ردود الفعل العقدة الحقارة وأخطرها على الإطلاق. ذلك أن هذه الرغبة الموجودة عند بعض الأطفال والكبار تؤدي إلى الطغيان والفوضى، وبذلك تتضمن سلسلة من المشاكل والمآسي التي لا تجبر.
«إن العلة الأخرى لظهور عقدة الحقارة هي السلوك المتزمت والشديد الذي يلاحظ تجاه بعض الأطفال، أي الذين ينظر إليهم نظرة السخرية والتحقير. وأشد من ذلك موضوع العقوبات البدنية التي تؤلم جسد الطفل وروحه معا. إن الأطفال الأبرياء الذين يواجهون هذا المشاكل يصبحون بلا شك أخطر أعداء المجتمع. وكما أن الحب والحنان أساس التنظيم الإجمتاعي ويؤدي إلى تجمع الأفراد وتمركزهم فإن الحقد والبغضاء عامل أساسي في التفرقة والتشتيت. وهكذا فالطفل الذي شعر بأن جو الأسرة وحجر الوالدين ليسا إلا مقرا للكراهية والحقد، ولا يستطيع أن يتصور بأن جميع الناس ينظرون إليه بغير نظرة الكراهية والإحتقار... ولذلك فإنه يثأر، وينتقم، ولا يوجد في قلبه محل للحب واللين، عند ذاك يصبح في عداد الناقمين على المجتمع ساخطين على جميع الأفراد. إن كل ما يصيب الفرد من شر أو انحراف في صغره يسبب رد فعل مشابه له من جانبه» (1).
إن الطفل الذي يتجرع الضغط والتحقير والسخرية من أبيه أو أمه أو زوجة أبيه أو مربيه، يحمل حقدا خاصا في قلبه، ويحاول تدارك الفشل الذي لاقاه