هذا الاطمئنان والاستناد، والإلتجاء نحو القدرة اللامتناهية أعظم ثروة للسعادة في جميع أدوار الحياة، فهو يستطيع في الظروف الحرجة ان يستفيد من تلك القدرة العظيمة ويطمئن إليها، ويبقى محتفظا على توازنه واعتداله في خضم المصاعب والمشاكل... «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب» (1).
«لتحصيل الكمال النفسي لا يلزم أن لا يكون الإنسان عالما أو ذكيا، بل يكفي أن يكون مختارا لذلك... يكفي أن يختلي كل فرد منا كل يوم صباحا ومساءا لبضع دقائق، بعيدا عن الضوضاء ويجعل ضميره حكما في تصرفاته فيعرف أخطاءه ويخطط لسلوكه. وفي هذه الفرصة يجب أن يتوجه إلى الدعاء إن كان يعرف ذلك فللدعاء أثره حتى ولو لم يكن هذا الأثر ذلك الذي نريده. ولهذا يجب تعويد الأطفال منذ البداية على أن يقضوا فترات قصيرة في سكوت وهدوء خاص للدعاء ومن توفق لذلك مرة واحدة يستطيع أن يصل إلى العالم الهادئ الذي يفوق الصور والكلمات المألوفة متى شاء.. عند ذاك يزول الظلام تدريجيا، ويظهر إشعاع خلاق يهدي صاحبه إلى الطريق الأمثل» (2).
مثال الإنسان الكامل:
إن أعلى مثال للإنسان الكامل، والفرد المؤمن من نجده في مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام، ذلك الرجل العظيم الذي يصادف اليوم ذكرى استشهاده، تلك الشخصية الفذة التي عجز الدهر أن يلد مثله، ذلك الإنسان الذي لم يستطع تعاقب الأعوام والقرون أن يمحو حرفا واحدا من اسمه الكبير، أو يسلمه إلى عالم النسيان.
علي بن أبي طالب مع ألمع النجوم الساطعة في سماء الإنسانية. إن